اثر غياب الرقيب عن المراهق

من طرف **دمعة الم** 2012-02-12, 18:39

غياب الرقيب المراهق!

أثر غياب الرقيب على المراهق:

إن مرحلة المراهقة من أخطر المراحل في حياة الشباب والفتيات لما فيها من التغير وشدة الانفعالات واكتمال تكوين الشخصية وغير ذلك من التحولات.
والمراهق في هذه المرحلة يكتنفه ويحوط به سلوكيات مضطربة ومتنافرة من حب الفضول وفوران الشهوة , واثبات الذات, والأنانية المفرطة واللامسؤوليه, ويختلف ذلك من مراهق لآخر بحسب قوة شخصيته وتأثره وجبلته وكل من عاشر المراهق أو تعامل معه..أدرك هذه التغيرات بكل سهولة.

غياب الرقيب المراهق!

وينضم إلى التغير الذاتي من قبل المراهق وجود البيئة الخاصة والعامة من المدرسة والحي ومحيط الأسرة, فلها تأثير بالغ في اهتمامات المراهق وميوله وتوجيه سلوكه للخير أو للشر..
وهناك عنصر خطير له دور بارز في انحراف الشاب والفتاة وهو الفراغ, وعدم وجود ما يشغل المراهق فيما ينفعه قال الرسول صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"(رواه البخاري.)

إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة.

غياب الرقيب المراهق!

ويغلب على المراهق في هذه المرحلة الاندفاع نحو الشهوات وحب الدنيا , والانشغال باللهو الباطل , وقلما يوجد مراهق ليس فيه هذا السلوك ولذلك يحب الله من الشاب النسك وترك الصبوة, قال الرسول صلى الله عليه وسلم" يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة" (رواه أحمد)

وورد إن الشاب المقبل على الطاعة له ثواب عظيم كما في الحديث" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله , وذكر منهم شاب نشأ في عبادة الله" (متفق عليه)

وقد لوحظ أن كثيرا ممن تورطوا في إدمان المخدرات والجرائم الجنائية والعلاقات المحرمة أعمارهم ما بين سن الثامنة عشر ة والأربع وعشرين سنة وهذا ما يؤكد خطورة هذه المرحلة ووجوب اهتمام المسؤولين والمربين بها
والمتأمل في كثير من حالات الانحراف وقصص الضياع يجد بينها قاسماً مشتركا له دور كبير في انحراف الشاب والفتاة هو غياب الرقيب (وهو ولي الأمر) عن متابعة المراهق وتوجيهه , وتوظيف طاقته فيما ينفع دينه ودنياه, وعزله وحمايته عن وسائل الشر وجنود الشيطان.

غياب الرقيب المراهق!

وغياب ولى الأمر له صورتان:

1/ غياب حسيً, كأن ينشأ المراهق في كنف أم أرملة توفى زوجها , أو أم مطلقة انفصل عنها زوجها ,او فقد الام وزواج الاب بزوجة ثانية تصرفه عن ابنائه، أو ينشأ فاقد الأبوين يتيماً.

2/ غياب معنوي, وذلك إن الأب موجود ببدنه معهم ولكنه قد رفع يده بالكلية عن متابعة أولاده, ولم يلتفت إلى هذا الأمر ووكله إلى الأم, فهو كثير الأسفار لايستقر في بلده أو كثير الارتباطات الاجتماعية, والخروج من المنزل يقضي وقته في الاستراحات والرحلات البرية ونحو ذلك ،أو قد فتن بجمع المال وكسبه وهذا من أعظم البلاء الذي يصاب به العبد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت )
(رواه أحمد وأبو داود).
وانشغال الام بالعمل خارج المنزل او داخله الذي يأخذ جل وقتها
وانشغالها بعلاقاتها الاجتماعية مما يسبب بعدها عن اطفالها مع وجود المربيات اللاتي يهتممنا باطفالهن مع غياب المراقبة
ويؤدي ذلك جميعه الى كسر حاجز التواصل مع الابناء
والتفاتهم الى اشغال وقت فراغهم بامور والرفقة السيئة
ويجب أن يعلم أن الأم غالبا لا تتمكن من متابعة المراهق وتوجيهه لطبيعتها من غلبة الحنان والعاطفة عليها وسهولة إقناعها وعدم إدراكها للأمور . فهذه الوظيفة تتطلب الحزم والقوة أحيانا والحكمة والقدرة على اتخاذ القرار وملكة الإقناع وغيرها من الصفات القيادية التي يتمتع بها الرجل
((مع التنويه أن كثير من الأمهات حباهن الله تلكم الصفات وكان لهن دور عظيم في تربية أولادهن عند غياب الأب أو فقده كما هو مشاهد)) .

إن الأب وألام عليهما مسؤولية عظيمة في تربية المراهق وتوجيهه، وإن هذا السن يتطلب جهدا مضاعفا من المتابعة والصحبة والتوجيه والإرشاد والعقاب والثواب وغير ذلك من وسائل التربية ، ولا يعذران في ترك هذه المسؤولية المهمة مهما كانت الأسباب إلا في ظروف طارئة ضرورية تقدر بقدرها.

إن مجرد وجود الأب والأم في المنزل وشعور الابن بالاهتمام
يغير كثيرا في سلوكه إلى الأفضل، ويجعله يفكر دائما قبل الإقدام على أي عمل ويجعله أيضا يحسن اختيار الأصدقاء؛ لأنه يدرك أن جميع تصرفاته مكشوفة لولي أمره لا يخفى منها شي.
إن حضور الأبوين في حياة المراهق يجعله يشعر بقربهما وسهولة الوصول إليهما يرجع إليهما في كل أمر أشكل عليه ويطلب مساعدتهما في كل عائق يعترض طريقه .
فالمراهق مثل الطفل يحتاج الى تفهم ما يدور في خاطره و للحنان وللتقبيل، فقد تدفع إلى تعويضات فمّية بديلة مثل التهام الطعام بشراهة، أو التدخين، أو تعاطي المخدرات، أو شرب الكحول. ومن الضروري نحن الآباء والأمهات أن ندرك حاجة المراهق للتقبيل، فقبلة الرأس والخدّ والتربيت والاحتضان قد تخفف هذه الحاجة وتحمي المراهق من تعويضات مدمرة«.

إن المراهق له اهتمامات خاصة وتطلعات، ويواجه أحيانا ضغوطا ومشاكل في محيط المدرسة والحي والأسرة يحتاج من الابوان مراعاة ذلك وحينما يفقد المراهق أبواه يضطر إلى الرجوع إلى غيرهما من أصدقاء السوء وأعداء الفضيلة الذين يستغلون حاجته وضعفه.
ومن المهم أن نعلم أن انحراف المراهق في هذه المرحلة من أسهل الأمور ، فهي ليست عملية معقدة تتبعها خطوات كثيرة وإنما هي اندفاع آني في لحظة شيطانية تحت تأثير الأشرار وغياب الرقيب ثم السقوط في هاوية الرذيلة.

غياب الرقيب المراهق!

أيها الأبوان الكريمان إن أبنائكم هم أغلى شي في الوجود وأعز ما لديكم فلا تفرطا فيهم لمجرد متعة عابرة أو دنيا فانية ، فهم ذخركم عزكم في الدنيا وشرف لكم في الآخرة فاشكرا الله على هذه النعمة العظيمة قال الله عز وجل (ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته) ((متفق عليه))

م\ن مع الاضافة