أمام البوابة الصدئة ( بقلمي )

من طرف **ريناد** 2010-07-06, 22:19

كأن البوابة الصدئة لم تطرق منذ زمنٍ سحيق .... اهترأت فيه الأيام و تعطرت برائحة صدأ لا يذوب ...

حتى الأحلام هاجرت المكان منذ زمن بعيد ... و كأن الوهم و الماضي ترافقا في صنع أسياجٍ من النسيان على البوابة العتيقة .

و لكن حتى الوهم و الأيام لم يمسحا نقوشاً رسمناها معاً ... من بين أكداس الصدأ تشكلت و من عبق الندى الممتزج بالصدأ القديم الرائحة تبخترت ... حتى الهواء المعتق بالأيام الطوال تسربت من خلاله رائحة لهونا القديم ... و تنهداتنا الحزينة في عتمة المكان ... و البوابة الحارسة تراقبنا بعين عنا غير غافلة .

و بين ضجيج الذكريات و صمت المكان مثلت أمام البوابة الخرساء أسألها : كم مرة في الغياب طرق بابك الأحبة الأغراب ؟؟

و بأنامل مرتعشة طفقت أناملي تجوب أنحاء البوابة الصدئة تحاول برفق إزالة بعض من صدأ امتزج بقطيرات ندى .... كأني أحاول البحث عن رسومنا القديمة لعلي من بين أكداس الصدأ أجد صورة لنا معاً .... حبيبان يلهوان أمام البوابة الضخمة ... تسرقهما الأحلام دونما رحمة .

وبرفق أيضاً حاولت فتح البوابة و نسيان ذكريات قاسية طفقت تجوب أرجاء الخيال العبق برائحة الماضي و الغربة ...

و كأن المكان للوهلة الأولى لم يعرفني ، فالباب أنكرني و لم يفتح ذراعيه لي كعادته فيما مضى ... و بعد جهدٍ و عناء تراخت حشود الصدأ المتناثرة على الباب و كف عن المقاومة فاتحاً ذراعيه لقادمٍ من الماضي جاءه غفلة ، عندها عبقت بأنفي رائحة غبار السنين يستوطن المكان ، و شيء من الماضي لا يزال متمسكاً بالبقاء .

فتحت ذراعاي للذكرى بلهفٍ حزين أستقبلها .

وفي رفق وجل في عتمة المكان و بين غبش الغبار و ضوضاء الذكريات بحثت أناملي المدربة منذ أزل قديم على الفعل هذا ، بحثت عن أعواد ثقاب كنا نخفيها في شقٍ بالجدار صنعناه معاً ، ووجدتها كما هي و بجوارها أشعلت شمعة .. بضع شمعة في الماضي القديم أشعلناها معاً ، و على الضوء المتراقص أبصرت بعيني المكان ... تحسست مسالك الذكريات فيه و عبقت بأنفي رائحة الماضي و ظللت أغرق في دنيا الذكريات حتى غلبني النعاس ، بعد قليل سمعت خطوات أعرفها جيداً كانت مني تقترب ... عرفت فيها خطوات رفيق صباي و أحلامي ، اقترب مني برفق ، و بيدين قطفت من بستان الحنان شتلات هدهدني برفقٍ حنون .... و كان الشتاء حينها يمتطي الأيام و يتسلل إليّ برفقٍ فترجف مني الحنايا .. اقترب مني أكثر ومد لي يديه بصمت و تنفست دفئاً بأحضانه غير معهود .... أغمضت عيناي في نشوة حتى ثملت من حبٍ اشتقت دوماً لأحضانه و بقيت أتملى من أحضانه اللهفة و الحنان ، و على حين غفلة مني تسربت لعيناي المغمضتين أشعة قوية ففتحتهما مسرعة لأجد الشمس قد أصابت كبد السماء بسهمها و تسربت إلي من خلال البوابة نصف المغلقة ... و المكان من حولي فارغ ... غير أن بأنفاسي رائحة دفءٍ قوية ممتزجة برائحة عطره القوية

منذ لحظات كان معي فأين ذهب ؟؟؟ هل كان لقاؤنا حلماً ؟؟؟ ألم يكن معي قبل دقائق يحضن أنفاسي برفق و حنان ؟؟؟

طال بحثي عنه و سؤالٌ تردد في دهاليز المكان و عدت إلى رشدي و أخذت بلهفة أتفقد المكان ...... رجعت للبوابة القديمة أغلقت بابها و تناولت مفتاحي القديم تأملته بحزن متسائلة في جزع : - ترى أين يقبع توأمك الآن ؟ و في أي أرض رست رحاله ؟؟؟

غادرت المكان و عندما كنت أبتعد شعرت خلفي بوقع أقدامٍ للقلب مألوفة ... فخشيت أن ألتفت حتى لا يكون حلماً آخر صوره لي الشوق و الحنين و عندما ابتعدت أكثر كان صوت مفتاح في البوابة القديمة يحاول المرور .

بقلمي

ريناد

أمام البوابة الصدئة ( بقلمي ) Domain-bf926ba72f

وسام التميز
النورس الجريح

من طرف **أميرة الورد** 2010-07-07, 08:08

قصه رائعه
يا اخت

ريناد

بارك الله لك ولقلك الرائع

كروعة قلبك البهي

دمت لنا بحمى الرحمن

اميرة الورد

من طرف **ريناد** 2010-07-07, 13:26

أميرة الورد
حضورك هو الأروع ، سلمت من كل شر

خالص تحياتي

ريناد

من طرف **كِـــفا** 2010-07-07, 14:29

ريناد

لكأني عشت أمام تلك البوابة زمنا
وطرقت اصابعي الصدأ العالق عليها
وتهت طويلا في اروقة المكان
شعرت بغربتي وحيرتي

وكأن ذاك الباب حين اقفل أقفل على روحي من بعده

وحيرتي تمزقت
هل كان حقاً ...؟؟؟

ريناد

انحني لهكذا قلم

حرف من مداد الروح

لا عدمناكـ