حقيقة الناس في رمضان

من طرف **عبير الايمان** 2009-08-20, 18:05

كان من المفترض أن اكتب تلك الكلمات منذ فترة تطول عن تلك المتبقية لحلول
الشهر الكريم .. لكن و كما أشار العنوان بألا يأتي رمضان الآن فالأمر
يحتاج لوقفة قبل الاستعداد .. و تلك الوقفة قد تكون مجرد لحظات لأنها تضع
لنا مبدءاً على أننا سوف نعبد الله لا غير .. و لن نعبد رمضان ، لا أنكر
أن الشهر بروحانيته و مراسمه يحتاج منا إلى استعداد نفسي جيد و صفاء داخلي
لا يقل عنه ، لكن هذا يجب أن يأتي بعد تلك الوقفة..

لن أقول لكم هيا بنا إلى الوراء 1400 عاما لنعيش مع النبي و نرى كيف كنا
سنعبد الله لو كنا مع النبي .. و لن أستضيفه في زمننا حتى أختبر سلوكي كيف
كنت سأعبد و هو حي بيننا .. تلك النقاط التي يثيرها بعض الدعاة ويضعون
أناساً و رسلاً بيننا و بين الله .. حتى لو كان محمد بن عبدالله (صلى الله
عليه و سلم) .. فنحن نعبد الله .. ولن أكون مسروراً ، بل و لن يكون النبي
(صلى الله عيه و سلم) فرحاً بأن يقول أحدهم لو كان النبي حيا لكنت صليت كل
الفروض و لكنت صمت حق الصوم !.

لكن لنا ان نتعلم منه ونتخلق بخلقه..لأنه معلمنا

فهو أول هدف أحاول أن أصل إليه .. أن الله حي و يدوم و ما غيره يفنى فلنعبد الحي الذي لا يموت.

وعن الاستعداد للشهر الكريم .. أعتقد أن الأمر سيختلف كثيرا اذا وضعنا
مبدأنا السابق في الاعتبار .. فرمضان شهر مثل باقي الشهور إلا أنه بمثابة
العرض الخاص أو الأوكازيون الذي يحوي عروضاً مغرية لا أكثر منها .. و كما
اعتدنا نحن في متاجرنا و أسواقنا أننا اذا علمنا مسبقاً بموعد مهرجان
تسويقي به تخفيضات على السلع ادخرنا كثيراً من المال لتلك المناسبة على
غير عادتنا في باقي الأيام حيث ننفق بلا اقتصاد أو ادخار..

فهكذا رمضان .. تميز بفضله و رحمات الله فيه ، فكان علينا أن نشمر ساعدينا
حتى نحظى بأكثر قدر ممكن من تلك الرحمات و الحسنات .. فهي فرصة !

سمعت منذ أيام الشيخ المحترم "حازم صلاح أبو اسماعيل" يقول:

"إن للقلب لياقة كما اللياقة البدنية التي يمتلكها لاعبو كرة القدم .. فهم
إذا كانت لهم مباراة ما ، استعدوا بالاحماء "التسخين" حتى لا تصاب عضلاتهم
بالصدمة حال اللعب وحتى لا تضعف على فجأة بعد المبارة فلا يستطيعون اللعب
إلا بعد فترة طويلة من الراحة.. فهكذا القلب في العبادة قبل رمضان ، ينبغى
أن نمرنه جيداً على العبادة لتكون تلك التمارين بمثابة "الاحماء" الذي
يدرب القلب على العبادة في رمضان و من ثم لاتقل في اواخره ولا نتخاذل عنها
بعد انقضاء الشهر الكريم "..
و تلك هي المشكلة العظمي التي يقع فيها معظمنا وهي أننا ننصب معسكراً
إلتزامياً من يوم 1 رمضان .. حتى أننا في أواخر الأيام نكون بنصف طاقتنا
في العبادة و نبدأ في الذهاب المتأخر إلى المسجد ..ويقل عدد المصلين ، و
قد تترك بعد الصلوات .. أو يقل الحماس لقراءة القرآن .. أو التقاعس عن
استغلال الأوكازيون و كأننا مللنا !

الآن بدأت أشعر لماذا جُعلت ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان .. و
كأنها حافز إضافي ورحمة جديدة من رحمات الله لأنه يعلم البشر .. و يعلم
عاداتهم تمام العلم!

كل عام وكل رمضان وأنتم إلى الله أقرب .. رمضان كريم
منقول
المهم الله يهدينا ويثبتنا ويهدي بقية امة محمد عليه الصلاة والسلام التي لم تصلي بعد