خاطرة طفلة ترثي أبا عمار... بأم عيني...بكت الزيتونة والخبرة والطفلة

من طرف **بلسم جروحى** 2009-11-10, 14:08

خاطرة حيه... صورة ودموع رثاء لياسر

عندما تتحشرج الأنفاس..وتحبس الكلمات...بلغة دموع وأنفاس...رأيت الضحك
يبكي...رأيت دموع الزيتونة..ليست بزيت بل دموع...منهمرة...توحد الضحك
والبكاء توحدت الزيتونة والطفلة وحتى الارزة والخبرة... رأيت ملحمة
وفاء..وعشق مابعده عشق...قهقهات هستيرية..لم تكن ضحك بل كانت أسطورة الضحك
والبكاء... رأيت الضحكة لها دموع حزينة تنهمر بضمير وعطاء مابعده
عطاء...لا املك كمرا و لست بمجنون... فالخبزة لها دموع...بكت أمامي
الزيتونة ...أجهشت...وارتجفت...وغلب دمعها السائب زيوتها المتبلدة...حتى
الأرز اغرورقن حباته وتلالات بسحر لون الدمع الصافي... لاتعجبوا..
لاتسخروا من صدق الحب وتمهلوا...انه صدق دموع الأطفال فلهم من الطهارة ذكر
الانبياء.

هناك في الركن الصغير الهادئ... حيث صفرة الطعام.. تجمع
طفلة..أم...أخ...أب...زيتونة...أرزة....وخبزة...وتلف از...السماء تنطق
بحروف اسمه...والقلوب تنبض بعشقه...فنطق الجماد بحبه وهتفت طفلة التلفاز
متوسلة بقاءه...خليك معنا يابا... لاترحل عنا...لاتتركنا...الله يخليك يابا

...خليك لاترحل..اهتز كياني وارتجف قلبي ..تمسمر شعر راسي... وحبست بقوة
الكبرياء دموعي...وتحركت الخواطر تهز كياني...سمعت في الصمت المطبق داخلي
كلمات ساحرة لا أخالها شعرا.. لا أصفها نثرا...لم يكن حضور
أرواح...لامتنبي... ولا أمريء القيس...ولا درويش ... ولا قاسم... انفصلت
عن محيطي للحظات ...صمت أذني ..وحجب الدمع عيني... أحاول التقاط قلمي ..
شلت حركتي..وكان المسموح...ليس للنشر الآدمي ولا للمذكرات
الورقية...انفصلت عن خارجي وعشت لحظات رائعة بداخل كياني...سمعت صوتا يسكن
أحشائي ولكنه..كان بخارج كياني... أفقت بقوة من رحلتي الهادئة ورأيت مالم
ترون...ارايتم الملائكة تبكي؟!...ارايتم الملائكة تضحك؟!...رايتها بأم
عيني... رأيت ملاكي ذي العقد العاشر... صحوت على لحن صوت الوفاء...ملاك
أمامي مجسد يضحك..يبكي...لابل يبكي بصوت الضحك..تناثرت لألئ دمعها بسخاء
المحب الغارف... بيدها الزيتونة.. بيدها الأخرى خبزة...رأيت كفين صغيرتين
وكأنهما مضاءة بنور البدر تمسك بنواصي رأسها المرتجف وكأنهما ليس كفيها
بينا أناملها خبزة وزيتونة... يد تمسح رأسها وزيتونة وخبزة تكفكف
عبراتها...نعم ملحمة وفاء لطفلة وبراءة تبكي أباها...تبكي حبيبها...تنشد
ببكاء مع صوت الشاعرة الصغيرة بتلفزيون فلسطين...خليك معانا يابا..خليك
لاترحل...تبكي زهوة فلذة كبد الحبيب...الزيتونة والخبزة والاكفة كلها على
وجنتيها...رأيت دموعا تنهمر من الخبزة والزيتونة...والأرز مخضب بالدموع
ينتفض مع رجفة الباكين يكاد أن يقفز لكفكفة دموع العاشقة الحزينة....نعم
دموع دموع ليست استعارة ولا جنون!!!(c )

بابي وأمي أنت ياياسر..كيف لا يبكيك الطفل والزرع والثمر وأنت ينبوع
الدموع تبذلها دون كبرياء عندما قلعت الزيتونة وعندما اعدموا الدرة الطفل
وعندما فجروا أحشاء الرضيعة إيمان حجو...مازال صوتك المخضب بالدموع يصدح
بأعماقنا تمجيدا للبطل فارس عودة ...كيف لايبكوك من أعماق مشاعرهم!!!

بكت الطفلة فأبكت الزيتونة والخبزة والارزة ...وبكت السماء...حينها توحد
الجميع دون خجل أو كبرياء وانطلقت اوركسترا الوفاء منشدة لحن الحب بلغة
صنعت خصيصا حروفها نبضات قلب وخفقات أوردة وشرايين تهتز كخلفية موسيقية
ضمن تلك السموفونية العظيمة....عندها لم أتمالك نفسي فمسحت على رأس الملاك
وهممت ملبيا نداء قلمي لتوثيق الملحمة... فرفعت تلك الطفلة الوفية رأسها
وتماسكت ونظرت تجاهي بعيون كأنها أمواج البحر لتقول بصمت وبكلمات ليست
ككلمات البشر...لاتحزن أبتي فانا احبك فأنت أبتي ولكني أحبه كثيرا لأنه
أبانا جميعا!!!

وهرعت احتضن قلمي الذي بكى دون تردد بمداده...بحثت عن صوت شعر كان قد تردد
بداخلي...أغمضت عيوني واعتصرت قلبي وعقلي لم أجد في خلوتي إلا لوحة
الوفاء..طفلة ..زيتونة..أرزة..خبزة...مازلن يرددن سيمفونية الوفاء دموعا
ورجفة أنفاس..وقهقهة بكاء...تناثرت أحرف ليست كحروف عربية ولا لاتينية
حروف كنعانية .. فلسطينية تسجد أمامها لغات العالم...إنها حروف مائية
صافية كزمزم بيضاء ناصعة دافقة..دافئة...انها دموع الحب لا البكاء...إنها
عربون وعهد وميثاق حب ابدي للأب الحبيب أبا عمار...نعم بكتك طفلتي فأبكت
الزرع والضرع..بكت الزيتونة والارزة والخبزة...وبكت السماء...رايتها بأم
عيني !!!

رحمك الله ياياسر...ونحن على موعد مع النصر..نحن على موعد مع العرس..عندما
تتجلى إرادة الله وننفذ وصيتك وننقل جثمانك الطاهر الذي قدمته مهرا
للقدس...رحمك الله... رحمك الله

تحياتي

من طرف **رحيل** 2009-11-10, 14:14

رااااااااائعه بلسم

دمت بتميزك

لك الود وباقات الورد

يسلمووووووو

رحيل

خاطرة طفلة ترثي أبا عمار... بأم عيني...بكت الزيتونة والخبرة والطفلة

خاطرة طفلة ترثي أبا عمار... بأم عيني...بكت الزيتونة والخبرة والطفلة

رد: خاطرة طفلة ترثي أبا عمار... بأم عيني...بكت الزيتونة والخبرة والطفلة