حقيقة اسمها الصدق ..الوفاء..والحرية

مرَت
شهورٌ ... تجاوزتها سنواتٌ ... وأنا منقطعٌ عن الكتابةِ في الجرائد
اليومية أو المذكَّرات,... إلا أنّ أحداثها تعيشُ معي.. في أعماقي... وها
أنا أنبشُها, واجمٌ في الصمت... غارقٌ في التأملِ ,... أقلًّبُ أفكاري,...
ألملمُ ذكرياتي,... أسافرُ بأحلامي فوقَ المجهولِ الى الغدِ المنشودِ,
لأصحوَ مجدّداً علَّني أجدُ
الوقتَ المناسبَ للتنفيذ.‏ ميعُ الكلماتِ/الألفاظِ والجمل التي سأبدأُ بها قاصرةٌ عن التّعبيرِ...
بعيدةٌ عنَّا أحياناً ... لا تشيرُ الى الصّلةِ التي سأبدأُ, إلا أننا
نحسُّها ونحياها.‏
لا , لن أدعَكَ نائماً حيثُ أنتَ ... تكادُ تذهبُ وراءَ حُجُبِ
النِّسيان.. في ظُلمةِ الأمسِ الغابرِ الى غدٍ أو بعدِ غدٍ ,.. قد تشيبُ
ذاكرتي,... وتهرمُ حافظتي,...فأعجزُ عن استعادةِ الأفكارِ... ولملمةِ
الذّكرياتِ... وتدوين الصور الجميلةِ..! تعرفني جيّداً ... تعرفُ أنَّك صديقي... وتعرفُ أنَّ:‏

كلَّ شيءٍ يتغيّرْ‏
يَصيرُ كما تُريدُ النيّةْ‏ يتّحدُ القولُ والفعلُ‏
يُنجبانِ صبيّا‏
يدعوانهِ : الصّدْقْ‏
ويرزقانِ بنتاً‏
ويلعبُ الجميعُ لعبةً أظنُّها الحريَّةْ (1)‏
الآن أجرؤُ على الكتابةِ ... الآنَ أجرؤُ أنْ أقولَ هذا في كثير من حرارةِ
الحبَّ... والصّدقِ... والوفاء ... لمن يكتبْ,... ويقرأ.... ويسمعْ.‏
سأذكر بما يدورُ حولنا من أحداثٍ بأسلوب نكتبُهُ... وبحوارٍ نَرفعُ صوته كمجنونٍ يوردُ الحقائقَ بصدقٍ:‏
أمَّا الأحداثُ : كما الحقائقُ العاريةُ ... ربّي كما خلقتني‏
والأسلوبُ : فكما يساءُ كاتِبُه.. ويريده الناسُ ... وتحتاجه النَّفسُ
والحوارُ : فحوارُ الذّات مع الذّات وبصوتٍ يُسمع : الحريّةُ..?!‏
السَّلامُ ...?!‏
الأرضُ مغتصَبةٌ, مهدُ المسيحْ مدنَّسٌ, والمجسدُ الأقصى مهدَّدٌ,
والشَّعبُ الفلسطيني مُشرَّدٌ , شرَّده الإسرائيليون , وقاموا بتقتيلهِ
.., فأرادوا أن يقتلعوا شعباً من أرضهِ أو يقيدوا حريته , ومازالوا يفعلون
ويعبثون كما يحلو لهم , والعيونُ تراقبُ وتباركُ..‏ حداثٌ وقعتْ ... وحوارٌ دائرٌ يُناقشُ ... وأسلوبٌ واحدٌ يتّبع: »المحبةُ
عنوانه... والصّدقُ قوله... والوفاءِ حياته« فإلى متى تغيبُ الحقيقة عن
عيونِ الناس , كل الناسِ ولا يكادوا يرونها..?‏
(1) من قصيدة للدكتور أسعد علي بعنوان »لأنَّك حبيبتي«