غروب .........قصة قصيرة

من طرف **أميرة الورد** 2010-05-26, 15:25

على شاطيء النهر ، وعند غروب الشمس جلست بمفردها إلى جوار تلك الشجرة العجوز، ذات الأفرع المتشابكة نظرت إلي ذلك الفرع الممتد، والذي ألقى بجذوره إلي الأرض متشبثا بها ، كيف نمت منه أفرع صغيرة جديدة آخذة في النمو.

ورغم أنه مازال يستمد غذاءه من الشجرة الأم ، فلم تحزن ولم تمنع عنه الغذاء، خرجت منها تنهيدةً حارة وهى تتمتم: ما أعظمك أيتها الشجرة الحنون، ثم هامت بخيالها مرة أخرى، ترى هل يوجد ثمة شبه بيني وبين تلك الشجرة؟!

تذكرته بعينيه العسليتين ، وهو ينظر لها بحب ،وكيف كانت تعطى وتعطى دون مقابل، لم تكن تريد منه أكثر من أن تظل تلك النظرة بعينيه.

أفاقت من شرودها على صوت ارتطام ،علي صفحة ماء النهر نظرت ناحية الصوت.. إنه صوت مجداف ٍ لمركب صغير، يستسلم ليدي صياد متعب ، وأمامه زوجته التي تبدو أكثر تعبا منه

وهما في طريق عودتهما بعد رحلة صيد شاقة ربما أثمرت تلك الرحلة عن رزق وافر أو لم تثمر

هنا قفز إلى رأسها الصغير سؤال: ترى هل هم سعداء؟ رغم ما يبدو عليهما من رقة الحال؟

ولكن ماهو مقياس السعادة الذي سأبنى عليه كونهما سعداء أم لا ؟

هكذا سألت نفسها وكانت الإجابة حاضرة، وليست بحاجة إلى تفكير ، فالسعادة شيء نسبى ، يختلف من شخص إلى آخر .
مرة أخرى رأت عينيه المتبسمتين على وجه الماء، وتذكرت كم قاست معه شظف العيش، ورغم ذلك كانت سعيدة ، فقد كان يكفيها أن ترى تلك الابتسامة على وجهه، وتلك النظرة الحنون في عينيه، كي تسعد وترضى وتقنع، ولكن هو سعادته كانت نابعة من هذا العطاء المتدفق من جهتها.

اعتاد دائما أن يأخذ من مشاعرها ويعُب، ولم يلتفت مرة واحدة أنها هي الأخرى بحاجة للأخذ، حتى تستمر بالعطاء.

هنا طفرت من عينيها دمعة حارقة، استقرت على إحدى وجنتيها.

كفكفت دمعتها ملقية نظرة على الشمس ،التي بدت ملوحة بالمغيب وهى تلملم ثوبها القرمزي، آذنة بقرب نهاية متوقعة.

نعم مثل نهاية حبها التي كانت تتوقعها دوما. كانت تعرف أنه ولابد راحل، ولما يبقى بعد أن استنزف آخر ما بها من مشاعر تجاهه.

سوف يغادر ليبحث عن قلب، مازال قادرا على العطاء، أما هي فقد سحب كل رصيده من قلبها، ولم يبق منه شيئا

انهارت الدموع من عينيها، مثل شلالٍ جارف ،كم أحبته، وكم ودت أن يظلا معا إلى الأبد .

آه لقد حل الظلام، وغادرت الشمس على أمل بالعودة .

فهل ستشرق شمس حياتها مرة أخرى؟ هل ستجد قلبا ينبض بحبها؟ قلبا قادرا على العطاء! قلبا يحوى بقايا حلم ضائع تمنت أن تعيشه؟!

ربما سيأتي يومٌ وتعيش الحلم القابع في زاوية النفس.
نظرت نظرة حانية، للشجرة الرءوم، وهى تهم مغادرة، شاكرة لها ذلك العطاء المتدفق، وقد ارتاحت نفسها قليلا.

ذهبت وتركت بقايا دموع، وبقايا حلم، في حضن الشجرة الآم

اميرة الورد

من طرف **همسة امل** 2010-05-26, 21:18

اميرة
مشكورةدوما على مواضيعك التي تروق لي

من طرف **أميرة الورد** 2010-05-27, 13:58

هموسه

ربنا يخليك

وبارك الله لك يا غاليه بقدومك اي متصفحي

اناره الله طريقك بكل الخير

تحياتي

اميرة الورد

من طرف **الصدق والامانة** 2010-05-27, 17:47

موضوع في قمة الروعة وقصة مؤثرة ومعبرة
كم راقتني كلماتك اميرة الورد بحق قصة فيها من المشاعر الممزوجة بين الالم والامل
فكما غربت شمس يوم لابد لشمس يوم اخر ان تشرق
تقبلي مرور اخوك الصدق والامانة

من طرف **دمعة الم** 2010-05-27, 18:26

مهما طال الغروب لا بد له ان ينجلي ولا بد من بزوغ فجر جديد

مشكورة اميرة على القصة المعبرة والغزى الهادف

دمت بتميزك

من طرف **اللؤلؤة** 2010-05-27, 18:31

قصة معبرة اميرة

دمت بود

من طرف **صمت الكلام** 2010-05-27, 20:31

يسلمووووو اميرة

قصة تدل على حال الكثيرين اليوم

من طرف **سماء عاشق** 2010-05-27, 20:45

يسلمو اميرة

اكيد هالانسان ما بحس

من طرف **أميرة الورد** 2010-05-28, 11:54

دمعة الم

حرفُك عزفٌ ونبضُكَ أمل
إزدان بك الحرفُ جمالاً

دُمت بخير ما دامت السماوات والأرض

وكم اسعدني مرورك العطر

تحياتي

اميرة الورد

من طرف **أميرة الورد** 2010-05-28, 11:56

الصدق والامانه

اشكرك من كل قلبي على تكرمك ومرورك الذي شرفني وزاااااد
متصفحي اشرااااق

داائما تتميز بمرورك وردودك

نورت حروفي بلمستك الالماااااسيه العذبه
تحياتي العطره

اميرة الورد

من طرف **تفاصيل الحب** 2010-05-28, 14:54

قصة تحمل الكثير بين طياتها

أميرة

دمت بخير

من طرف **عازف الليل** 2010-05-28, 17:48

رائع ماخط قلمك
رائع ماطرحت في هذا الموضوع كروعة خضورك
تقبلي مروري

من طرف **أميرة الورد** 2010-05-28, 19:55

تفاصيلوو

اسعدني مرورك بارك الله لك
ولحضورك

تحياتي

اميرة الورد

من طرف **أميرة الورد** 2010-05-28, 19:57

عازف الليل

دمت لنا بعطر حضورك الرائع

انرتا منتدانا باطلالتك الرائعه

كروعة قلبك

كن دائما بلجوار ولا تحرمنا ابدا من حضورك الذي راقى لي

تحياتي لك

اميرة الورد