اتحدي نساء العالم

فتحت نور عينيها ببطئ شديد بعد أن داعبت أجفانها
خيوط أشعة الشمس الرقيقة
نظرت بطرف عينيها لزوجها النائم بجانبها .
ترتسم على ملامح وجهه الملائكية شبه إبتسامة
طفولية بريئة.
أزاحت الغطاء بهدوء حتى تقوم لتأخذ دشاً سريعا وتصلي وتشرب
قهوتها كالعادة وهي تعد طعام الإفطار لزوجها الحبيب
قامت بتكاسل وهدوء حتى لاتوقظه من نومه


فماشعرت إلا بيده تسحبها بقوة لتستلقي بجانبه متكئة على صدره ...
نظرإليها في حنان وحب وقال
( كل عام وانتي حبيبتي ، كل عام وانتي ملكة فؤادي وسيدته , واليوم كالعادة
هو دوري في إعداد الفطور وطبعا قهوة مولاتي أولا )

ثم قبل يدها في حنان وغادر إلى المطبخ ليعد القهوة والفطور ..
تبعته نظراتها وهي تفيض بكل الحب والحنان الذي تظن إنهما
لم يوجــدا إلا من أجله هو ..
ثم قامت لتنظر إلى باقة ورد من نوعها المفضل
( البنفسج ) وعليها بطاقة حمراء على شكل قلب يفتح من الجهتين ،
ففتحته لترى إسمها بوسطه وعبارة
( لم أملك أغلى من قلبي لأهديتك إياه ) وتحتها
( أعشق مافيك ... كل مافيك )

يااااااإلهي من يصدق ؟
اليوم سنكمل 10 سنوات زواج بالتمام والكمال وكل من يرانا يعتقد بأننا مازلنا
مخطوبين أو عرسانا جدد لم نكمل شهر عسلنا بعد
كم أحبك يازوجي العزيز ..!!!

قطع حبل أفكارها صوت ياسمين إبنة جارتها وهي تودع أمها
من أمام الباص المدرسي

تشاور لها بالوداع ( باااي ماما )
وترسل لها قبلة في الهواء بسعادة غامرة , كانت نور تحرص
على رؤيتها كل صباح وتنتظرها خصيصا لتراها وهي ذاهبة أو عائدة من المدرسة
, بنت جميلة جدا ماشاءالله عليها ,
مؤدبة ، لبقة , أنيقة , شديدة الحياء ....
( الله يحفظك لأمك ياياسمين )

ولم تنتبه إلا ويد أمجد تلتف حول خصرها و وبنبرته العذبه المعتاده ..
( القهوة ياسيدتي الجميلة)


وبلماحته المعهودة دائما في قراءة أفكارها نظر طويلا في عينيها
وأخذها بين أحضانه وجلس وأجلسها بجانبه كالطفلة
واحتضن رأسها واضعا إياها على صدره

أمجد : أتعلمين يانور بأنني أحمد الله عزوجل يوميا بأننا لم ننجب إلى الآن ؟

نور : تنظر إليه بحزن يغلفه الإستغراب وهي صامتة .... صمت أبلغ من أي كلام
أمجد : لاتتعجبي نور والله إنها الحقيقة !! مامنعنا الله الذرية إلى الآن إلا لحكمة
لايعلمها إلا هو ثم إنني لاأتخيل وجود شخص
يشاركني حبك حتى وإن كان إبننا فإنه سيشاركني بك
وأنا لن أرضى بوجود من يشاركني بك في حبك وإهتمامك وعطفك وحنانك أبداااا
ثم هل رجعتي في كلمتك ألا تقولي لي دوما بأنني طفلك المشاغب المدلل
, ماذاتريدين ؟
هل يوجد طفل أحسن مني تتمني أن تكوني أمه ؟ ماذا تريدين أكثر من ذلك !!!!
وقام ليعد طعام الإفطار ( فهذه عادته الإسبوعية وأيضا في يوم ذكرى زواجهما )
تشيعه نور بنظرات الحب والإمتنان

نور : ( في نفسها ) حقا .... وماذا أريد أكثر من ذلك ... ؟؟
لقد أعطاني الله الكثير من النعم
الحمدلله ...
الصحة والشباب ومركز مرموق وفي وقت وجيز ... وأعطاني الله زملاء عمل
بمثابةالإخوة يسارعوا دائما لمساعدتي
وفي أي مناسبة أجدهم بجانبي بكل الوفاء , وأعطاني الله
جيرانا ونعم الجيران فهم الأهل حقا دائموا السؤال عننا ودوما مايزورونا
ويقوموا بدعوتنا كثيرا ولهم مواقف معنا حقا لاتنسى ....
وأعطاني الله أما ثانية ( أم أمجد ) لتعوضني حنان
أمي الحقيقة التي لم أراها ....
فهي تحبني كثيرا وتدللني وتخاف عليُ كما لوكنت إبنة
أحشائها ومعظم من حولنا يعتقدون بأنها أمي الحقيقية فهي دائمة التباهي بي
ودوما ماتقول بأني فخر لكل أم أن أكون إبنتها ,
فأنا إبنتها التي لم تلدها ( فهي لديها أربعةأبناء ذكور )
حتى عندما ترى في عيني نظرة الحنين للأطفال ... تحتضنني بقوة وتقول لي
ياإبنتي إحمدي الله عزوجل
( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ’وعسى أن تحبوا شيئاوهوشرٌ لكم )
ماأعلمك بنيتي بأن يكون ولدك سرا لتعاستك وشقائك فالله رحيم لايمنعنا من
شيئ إلا وهو خير لنا ومازال العمر أمامك ياصغيرتي .....
ثم إن طفلك المدلل ( تقصد أمجد ) سوف يشعر بالغيرة الشديدة
وتملأ ضحكتها الأرجاء وتتمنى لنا السعادة وأن لايفرقنا الله أبدا
وأن يرزقنا بمن طال إنتظاره .
ورزقني الله أيضا بهبة عظيمة ألا وهي زوجي الحبيب أو طفلي المدلل
كما يحب أن أناديه فهو زوج تحسدني عليه جميع النساء ...
فهو حنون جدا , شديد الرقة والرومانسية , وسيم , أنيق يحبني بجنون ,
يتفنن في أساليب إسعادي , لايتوانى عن تحقيق أي رغبة أو أمنية
إلا ويفاجئني بتحقيقها ...
وفوق ذلك مركزه مرموق فهو سياسي بارع ومحنك شهير ....
آآآآآه الحمد لله كثيرا
وماذا أريد أكثر من ذلك ؟؟


دخل زوجي الحبيب حاملا صينية الإفطار ، وأجلسني أمامـــه ليناولني إفطاري بيده
فهذه عادته في مثل ذلك اليوم ....

أمجد : فلتستعد أميرتي بعد الإفطار للذهاب للكازينو الذي قبلت بعد عناء مقابلتي به
لأول مرة ثم بعد ذلك
سنذهب للمول التجاري فلقد أوشك عطر أميرتي المفضل والذي أعشقه أنا
على النفاذ ....
وأيضا ينقصها شنطة أنيقة ليكتمل طقم السهرة لليلتنا المشهودة ... ثم بعد
ذلك سنذهب للغداء في مطعمنا المفضل وبعده السينما فلقد نزل فيلم رومانسي خطير
( نوعيتنا المفضلة )
ثم نعود للمنزل لتستعد جميلتي للسهرة فلقد حجزت لنا في حفلة نجمنا المحبوب
وبعد ذلك نذهب للفندق الذي شهد أول ليلة لزواجنا
ونقضي فيه ليلتنا ...
هل لأميرتي أي طلب أو تغيير أو تعديل للبرنامج ؟؟؟


إحتضنته بحنان وعطف شديد وقبلت جبينه وقلت له :
أميرتك أسعد نساء الأرض لوجودك في حياتها ,
أتحدى نساء العالم بأني أسعدهن .... الله لايحرمني منك أبدا ياشريك الروح
وقامت لتستعد
ودخلت w.c وأول ماوقعت عينيها عليه كان على أكوام من كراتين إختبارات الحمل
المنزلية التي كانت تشتريها كل شهر ويقسم أمجد بأن لاتستخدمها لإيمانه الشديد
بأنه لاداعي منها فهي بعدها تصاب بالإحباط والإكتئاب لأيام وبمعجزة يخرجها منها ..

لماذا لاتجربها الآن ؟
ها ؟؟ الآن واليوم بالذات ؟؟
واصيب بالاحباط وتنقلب ليلتنا لليلة عصيبة كئيبة ؟؟
ولما لا ؟
لقد تعودت ولن يؤثر فيُ نتيجتها السلبية كالعادة ... لا لاداعي .... ولما لا ؟

أخذت الإختبار وقامت بعمله واخذت دشا سريعا وهمت بالخروج لولا تذكرها
بآخر لحظة الإختبار!!!!

وعندما وقعت عيناها على الخطين كادت ان تسقط أرضا ....
فوجود خطين معناه بأنهاااا ....
أنا ..؟؟ وبعد مرور 10 سنوات ؟
ويوم ذكرى زواجنا ؟ تحسست الكرسي الذي بجانبها لتتهالك
عليه منهارة حتى تستطيع أخذ أنفاسها ...
حتى تستطيع الوقوف على قدميها لتستطيع الخروج لتخبر أمجد
بالمفاجئة الغير متوقعة وانهمرت دموعها انهمارا شديدا ...
وقالت سأخرج أولا أسجد لله شكرا ثم أخبره لنصلي ركعتين شكرلله عزوجل
ثم ......!!!!!!!!

لم يفيقها من أحلام اليقظة سوى طرق شديد على باب الشقة يكاد يصٌم الآذان
من قوته فهرعت تجري إلى الباب مذعورة خائفة متوقعة أسوأ الأخبار
وصدمها بأن ياسمين هي الطارقة
كانت واقفة حافية القدمين ’ منكوشة الشعر ’ متسخة الثياب تقول بصوت جهوري
يسيئ من يسمعه
(( ماما بتقولك اقفلوا الميه عندكو شوية مش عارفين نغسل وشنا ’
هو انتو كل يوم تأخرونا
ياجيران الهم الله يخرب بيوتكو ))
هاهاها

لم أستطع أن أتمالك نفسي من نوبة الضحك التي باغتتني
ها ها هاها
فجأة سمعت صوت من ورائي يشبه إلى حد ما صوت الرعد في شهر أمشير

أمجد : ياصباح الخفة والروقان .... طالما بدأتي اليوم بضحك يبقى هتختميه بغم

نور : ها ها ها ها

أمجد : انتي اتجننتي ولاايه ؟؟
بقولك ايه لايميها وحضري الفطار بسرعة والبسي ولبسي عيالك
مش عايز تأخير زي كل يوم ... وبعد الشغل هاتي العيال من المدرسة
وروحي على أمي
هنتغدى عندها النهاردة ومتحااااوليش تتحججي مانا عارفك من يومك
مش بتحبيها !!

نور : ( بصوت منخفض ) لأ وهيا الشهادة لله الي تتحب أووووي ’’’

أمجد : بتقولي حاجة ؟
نور : أنا لالا أبدا ....أصل ا.....
أمجد : اخلصي عاوزة تقولي إيه ؟
نور: اصل النهاردة عيد جوازنا ونفسي نحتفل بيه ....؟
أمجد : نعممممممم ياختي .... بتقولي إيه ؟ سمعيني كدا تاني ؟ نحتفل ؟ ومن إمتى احنا
بنحتفل بيه ولابغيره ؟ انتي مالك النهاردة ؟؟ ياللا بسسسسسرعة حضري الفطار واجهزوا
هو انتي كل يوم تنزليني متأخر ؟ دي بقت عيشة تقصر العمر

هرعت نور إلى غرفتها مسرعا وتمسك بالكتا ب الرومانسي
التي كانت تقرأه قبل النوم
وتقذفه من الشباك ليأتيها صوت ياسمين من الشارع
(( أي أي مش هتبطلوا ترموا الزبالة من الشبابيك ياعالم يا ........))

وعاودت نور نوبة الضحك الهستيري مرة أخرى ,,,,,




ممـــــا راق لــــــــي


شــكرا لحســن متابعتــكم

شكرا ريناد لتواجدك وقراءتك .. ..
وتلك الغرابه .. تكمن في طرافه الحياه الرومانسيه المفتقده لدي هذه الزوجه ..
فلسان حالها كما هو متداول بين الناس أن
شر البليه ما يضحك
..اكرر شكري .. اسعد الله قلبك وايامك

ميرسي دمعه ألم .
مرور غالي .. خالص تحيتي

ميرسي لمرورك ..

اهــــلا ..الملااك
تســــلمــي